ورقة العمل " آخر أجل لقبول الترشّحات 31 جانفي 2013 "

طباعة

تكنولوجيات الاتصال(NTIC)

 وأثرها في إبداع المرأة العربية

 

تسربت تكنولوجيات الإعلامية والاتصال إلى جميع فروع النشاط الإنساني مما يجعل منها قوام الحضارة المعاصرة تبني فجر إنسان جديد هو بين أمل الطموح إلى رقي لامحدود والوحشة من مصير مجهول.

لقد جددت هذه التكنولوجيات الجديدة في الإعلامية والإتصال تقاليد البحث العلمي والإنتاج الصناعي في مجال الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة كما أحدثت كذلك ثورة نوعية في مجال الإبداع الفني والأدبي فقد ضاعفت الطاقات بما توفره من وسائل الاستلهام والإنجاز فلم يعد أحد اليوم  قادرا على الاستغناء عن خدماتها في أي مجال من المجالات إذ كثيرا ما صار الفنان أو الرسام أو الموسيقى يعمد إلى الارتكان إليها لتجسيد ما يخبو في مداركه ومخياله من مشاريع.

غير أن هذه التكنولوجيات الجديدة قد هزت تقاليد الفكر البشري عامة والعربي خاصة وذلك بما حققته من تلازم بين الكلمة والصورة،  لقد كان للكلمة سحر في بيانها وفي تعدد مدارات دلالاتها فكانت توحي أكثر مما تفصح وكان دور المخيال أن يكسوها ويحقق عديد أبعادها.

ألا يؤدي اليوم هذا التلازم بين الكلمة والصورة عبر هذه الوسائل إلى تطابق بينهما فينتهي إلى وهن المخيال الذي لم يعد يعتمد الإيحاء؟ ألا يضعف كذلك من الإدراك الحسي الإنساني مادام يقصره على البصر؟

وفعلا فإن هذه الوسائل قد امتدت إلى مجالات الأعمال التقنية والأدبية والفنية والإعلامية لتغير من واقعها. أليست هذه الوسائل التي تستغلها الكليبات الجديدة قد أولت الصورة منزلة السبق بالنسبة إلى اللحن والصوت في الغناء مثلا فأدت إلى كسل الإستنساخ وتراجع البعد الطربي؟

ألا تحد هذه الوسائل من إندفاع الفرد نحو الإبداع مادامت تقدم الحواسيب له إمكانات كثيرة وبدائل متنوعة لمشاريع عديدة في الموسيقى والهندسة والرسم وغيرها مما يجعل من المبدع أسيرا لنماذج جاهزة فتتحول هكذا إلى قيد على الإبداع أكثر مما تكون حافزا له؟

إن المرأة العربية التي واجهت كل المعيقات التي سعت إلى تغييبها إجتماعيا وفكريا وفنيا لتجد في هذه التكنولوجيات المساعد على فرض حضورها بواسطة التواصل الذي توفره لها هذه الوسائل مع جميع الحضارات في وجودها المكاني الجغرافي و الزماني التاريخي. وقد ضربت هذه الوسائل أقوى الأدلة على تغلغلها في الحياة الاجتماعية العربية بما كان لها من دور إبان الثورات العربية.

ونحن اليوم إذ نلاحظ أثر هذه التكنولوجيات في إبداعات المرأة العربية جملة: الاجتماعية والعلمية والأدبية والفنية والإعلامية. ثم إذ مر على هذه التكنولوجيات أكثر من عقدين حق لنا أن نتوقف عند تأثيرها في إبداعات المرأة العربية لنتساءل :

 

-     كيف استفادت المبدعة العربية من هذه التكنولوجيات الجديدة؟

-    ماهي المجالات الإبداعية التي استطاعت الفنانة العربية أن تستلهم فيها هذه الوسائل فتكتسب بها قدرات ومهارات متميزة؟

-    هل لهذه الوسائل آثار سلبية يمكن اعتبارها كابحا لجماح الإبداع النسائي خاصة فيما توفره من نماذج جاهزة تدفع إلى الإستنساخ والتواكل؟

-    هل يمكن اعتبار التحولات الجديدة في هذه التكنولوجيات قد ولدت حوافز قادرة على شحذ الإبداع من المواهب في مجالات دون أخرى؟

- ماهي آفاق التحولات التي يمكن أن تحدثها هذه التكنولوجيات في إبداع المرأة العربية في واقع التفاوت بين هذه المجتمعات في تعاملها مع هذه الوسائل المعاصرة؟.

تم التحديث فى ( السبت, 29 ديسمبر 2012 10:48 )