حوار الحضارات و أثره في إبدعات المرأة العربية

طباعة

 ورقة العمل

الدورة 14 من ملتقى المبدعات العربيات

 حوار الحضارات و أثره في إبدعات المرأة العربية

 16-17-18 أفريل 2009

يجتاز العالم اليوم مرحلة تحول عميق الأثر في مستقبل الإنسان لأنّه يعتمد تحديدا لنوعية العلاقات الجديدة بين الأفراد والشعوب ويعتمد في ذلك على "أزمة المعنى والهوية".و قد صار خطاب الهوية لدى المفكرين والساسة والإعلاميين غالبا ما يميز بين "نحن" و "هم".هذه الرؤيا كثيرا ما تجعل الآخر يمثل الخطر على" الأنا "لأنها تقدمه من خلال سلبياته وتضخمها إلى حد العدوانية فتمهد هكذا سبيل الصدام وتبرر الصراع بالاختلاف وتبقي على مفهوم التاريخ من حيث هو سلسلة من نزاعات الشعوب على مدى العصور باسم فروقاتها الإيديولوجية والدينية والثقافية.
 و طيلة المسيرة الحضارية الإنسانية خلدت الذاكرة سعي الحضارات المهيمنة إلى  اجتراف  الحضارات المنحدرة أو المستضعفة وإلى احتوائها بل واجتثاثها أحيانا رغبة في تعويضها أصلا,وهو ما سعى إليه الإغريق ضدّ من وسمهم بالبرابرة والرومان ضدّ قرطاج  والغرب المستعمر ضدّ سكان المستعمرات وحضاراتهم,ويبدو أنّ الحداثة المنتصرة مع ثورات حقوق الإنسان وبناء الديمقراطيات المعاصرة لا تعتمد في قيمها السلم ونبذ العنف بل إن القرن العشرين قد شهد من الصراعات العنيفة والحروب البشعة وأساليب الإبادة ما لم يعرفه تاريخ الإنسانية قديما, ومنذ انتهاء الحرب الباردة نشاهد مواجهات جديدة تطفو لعل أبرزها هو سعي الحضارة الغربية إلى غزو الآخر والهيمنة على الشرق وحضاراته المستضعفة بصفة أخصّ.
و كان حريا بالثورة الإعلامية والتطور التكنولوجي لوسائل الاتصال ووسائطه المتعددة أن تقوي أواصر التقارب والتفاهم بين الأفراد والشعوب غير أننا نلاحظ أنه بقدر ما تنتشر المعلومة بسرعة ويسر يتضخم جهلنا بالآخر وتتعمق القطيعة فصرنا نتواصل دون أن نلتقي ونتحادث دون أن نتفاهم وكل يسعى إلى بناء هوية مضادة لهوية الآخر وكأنّ الإنسانية تجري إلى صدام حتمي بين الحضارات. و قد انبرى عدد من المفكرين في أنحاء العالم يواجهون هذه النزعات المتعصبة وينادون ببناء مستقبل الإنسانية على أسس الحوار والتفاهم واعتماد أرضية من القيم المشتركة التي كانت دائما هدف الإنسان وتجلت في حكمة الأديان وقيم الحكماء والمصلحين,
و لا جدال في أنّ المرأة العربية قد احتملت دهورا من الهوان والتغييب وأنّ كفاحها من أجل استرداد منزلتها في المجتمع وأدوارها السياسي والاقتصادي والثقافي في الرقي الحضاري يؤهلها لتكون في صدارة الدعوة إلى التفاهم الإنساني والعمل على إحلال الحوار محل المواجهة والتواصل مكان القطيعة.واعتمادا على كل ذلك بدا للهيئة المنجزة لملتقى المبدعات العربيات أن تسعى في دورتها الرابعة عشرة إلى الإلمام بأثر الحوار بين الحضارات في إبداع المرأة العربية وتقييم أثر هذا الإبداع النسائي في التقريب بين الشعوب فأقرت للدورة الاشتغال"بحوار الحضارات وأثره في إبداعات المرأة العربية." وهي تقترح  طرقه من خلال الإشكاليات التالية:
1.    هل يتم حوار الحضارات عن وعي يهدف إلى تحقيق التفاهم بين الأفراد والمجموعات أم انه حركة يحتمها واقع العولمة في تحديد الصلات بين المهيمن والمستضعف أم هو في حقيقة الأمر مواصلة في غير وعي لمختلف أشكال التثاقف والتقليد الماضية؟
2.     ما هو مدى مساهمة المرأة العربية في تحقيق هذا الحوار بين الحضارات وما هو مدى تأثيره في إبداعاتها في مجالات الآداب والفنون؟ وهل تحظى هذه المساهمة بالتشجيع أم تواجه معيقات مختلفة؟
3.     هل للمبدعة العربية قناعة بتكافؤ الحضارات المتحاورة أم أنّها تعتبره موقفا دفاعيا من حضارة مستضعفة احتماء من هيمنة الحضارات الغازية.
4.     اكتسبت الثورة التكنولوجية في مجالات الإعلامية دورا هاما في التقريب بين المجتمعات فهل يكون لها دور في إعانة المبدعة العربية في هذا المجال.
5.     هل يمكن فعلا التفاؤل بإحلال التفاهم على الحوار بين الحضارات؟ وما هي آفاق إبداعات المرأة العربية في إنجاز هذا الحوار و بناء حضارة الوفاق والتعاون في غد القرية الكونية؟
تم التحديث فى ( الأحد, 08 أبريل 2012 13:33 )