تكنولوجيات الاتصال(NTIC)
وأثرها في إبداع المرأة العربية
تسربت تكنولوجيات الإعلامية والاتصال إلى جميع فروع النشاط الإنساني مما يجعل منها قوام الحضارة المعاصرة تبني فجر إنسان جديد هو بين أمل الطموح إلى رقي لامحدود والوحشة من مصير مجهول.
لقد جددت هذه التكنولوجيات الجديدة في الإعلامية والإتصال تقاليد البحث العلمي والإنتاج الصناعي في مجال الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة كما أحدثت كذلك ثورة نوعية في مجال الإبداع الفني والأدبي فقد ضاعفت الطاقات بما توفره من وسائل الاستلهام والإنجاز فلم يعد أحد اليوم قادرا على الاستغناء عن خدماتها في أي مجال من المجالات إذ كثيرا ما صار الفنان أو الرسام أو الموسيقى يعمد إلى الارتكان إليها لتجسيد ما يخبو في مداركه ومخياله من مشاريع.
غير أن هذه التكنولوجيات الجديدة قد هزت تقاليد الفكر البشري عامة والعربي خاصة وذلك بما حققته من تلازم بين الكلمة والصورة، لقد كان للكلمة سحر في بيانها وفي تعدد مدارات دلالاتها فكانت توحي أكثر مما تفصح وكان دور المخيال أن يكسوها ويحقق عديد أبعادها.
ألا يؤدي اليوم هذا التلازم بين الكلمة والصورة عبر هذه الوسائل إلى تطابق بينهما فينتهي إلى وهن المخيال الذي لم يعد يعتمد الإيحاء؟ ألا يضعف كذلك من الإدراك الحسي الإنساني مادام يقصره على البصر؟